أخر الاخبار

الطفل العنيد وأهمية الحكمة في التعامل معه: أهم النصائح والتوجيهات لاحتواء الطفل العنيد وحسن التعامل معه

 الطفل العنيد وأهمية الحكمة في التعامل معه: أهم النصائح والتوجيهات لاحتواء الطفل العنيد وحسن التعامل معه







مرحبا بجميع زوار عالم طفلي الكرام، نلاحظ في أحيان كثيرة أن الأمهات يصلن إلى مرحلة ضرب أطفالهن فقط لأنه عنيد ويريد أن يفعل مايحلو له ولا يسمع الكلام فتتعصب الأم بل وتفقد أعصابها من هذا السلوك ولا تهدأ إلا بعد ضربه.

حذاري من ردة الفعل هذه لكل أم، فالعناد مرحلة مهمة مثل باقي المراحل المهمة في حياة الطفل، والعناد أمر إيجابي، نعم إيجابي والطفل هنا يريد أن يقول لنا أنه يملك شخصية مستقلة وأن له طلبات واحتياجات. ويجب أن نعرف أن الطفل كلما كان عنيدا في صغره كلما كان قوي الشخصية ومستقلا عندما يكبر، لكن المشكلة هنا في الأم التي تعتبر الأمر معركة بينها وبين طفلها وتشعر أنه يستهدفها بالأساس.. في حين أن الطفل يمارس حقه الطبيعي في النمو والتطور . فالعناد هو مرحلة مهمة في حياة أي طفل مثل التسنين والمشي وغيرها من المراحل المهمة، ولو أردنا أن نعرقل استمرار هذه المرحلة سنجد في النهاية طفلا جبانا، خائفا، ضعيف الشخصية وسرعان مايلجأ عقله للعناد السلبي وهنا الأمور تزداد تعقيدا وسوءا حيث نجد التهتهة والتبول اللاإرادي والعنف والضرب إلخ.. فأنت تستطيعين كتم لسانه عن الكلام ولكنك لن تستطيعي كتم جسمه عن التعبير بطرق أخرى.



الطفل العنيد وأهمية الحكمة في التعامل معه: أهم النصائح والتوجيهات لاحتواء الطفل العنيد وحسن التعامل معه


 وهنا يتحول العناد من مرحلة الى صفة ستعاني منها كثيرا بعد ذلك، والعناد عادة مايبدأ  من سنة ونصف ويختفي عندما يصل  ل3 سنوات تقريبا إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، ويعود مرة أخرى عند سن ال5 سنوات ولكن بشكل مختلف فعندما تطلبين منه أن يقوم بأي شيء سيسألك مباشرة: لماذا؟؟ وإذا قلتي له لا تقم به سيسألك أيضا: لماذا؟؟  وسنجد الطفل يريد أن يفهم كل الأمور وكثيرا مايسأل لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ وهنا للأسف بعض الأمهات تمل وتقابل عناد الطفل بعصبية وتعتبر أنه يعاندها ولا يسمع كلامها مطلقا..
ويقل العناد عند سن ال6 سنوات ويرجع ثانية عند ال 9 سنوات و يكون تمهيد لمرحلة المراهقة..

إذا كيف أتعامل مع الطفل العنيد؟؟ 


  مثال عملي حتى نفهم الموضوع: نفترض أن الطفل يريد أن يفتح الخزانة ويستكشفها وأنت قلتي له لأ حتى لا يفسد تنظيم وترتيب الملابس وحتى لا تعيدي تنظيمها مجددا. والطفل غريزيا يجب أن يستكشف فيذهب إلى الخزانة ثانية، وهنا بالضبط تأتي المشكلة فأنت ستعتبرينه يتجرأ ويعصى أوامرك، وسرعان ما تتعصبي وتقولي له بكل حزم: ألم أقل لك لا؟؟ فينظر لك في عينيك بكل براءة ضاحكا حتى تغيري رأيك.. هو لا يقصد أن يتحداك فالطفل أكثر براءة من هذه الأفكار المغلوطة.  
 
وكان الأجدر بك أن تفتحي الخزانة و تتركيه يكتشف ويرى الملابس أمامك وإذا بعثر المكان علميه كيف يساعدك في ترتيب ماأحدثه من فوضى، هنا سيتعلم النظام وبدون  عصبية وغضب. فغضبك وعصبيتك يؤذيان طفلك العنيد وهو ليس شريرا.
 فرجاءا تماسكي أعصابك واتركيه قليلا ثم عودي له بهدوء وتذكري  دائما انك عندما تستعملين معه أسلوب الضرب فأنت تهدمين شخصيته وتجعلينه يعاند أكثر. فالطفل لا يحتاج السيطرة والعصبية في تربيته ولكنه يحتاج الذكاء والحكمة في التعامل.

مثلا عوض أن تقولي له كل ويجيبك ب لا، الأفضل أن تقولي له ستأكل الأرز أم المعكرونة وبالتالي لا وجود لكلمة لا في إجابته. حتى في ملابسه مثلا القميص الذي لا تحبينه أنت احذفيه من خزانته تماما وأحضري أمامه الألبسة المسموح بها من طرفك واجعليه يختار بين خياراتك أنت.. وهكذا أنت ستكسبين وهو سيكسب بدون عصبية وبدون عناد.

السنتين الأولتين من عمر الطفل لا يجوز معاقبته أبدا وإذا قام بشيء جيد امدحيه حتى يعرف الصواب الذي قام به ويداوم عليه، وإذا أخطأ يكفي أن تعبسي في وجهه هذا كاف جدا سيفهم.. ثم عودي وأحكي له حكايات وواصلا حياتكما، ولا يجب أن يقتصر دورك على إعطاء الأوامر بالصمت والنهي والرفض و و و.. أنت لست تربين حيوانا أليفا يجب أن يطيع كل أوامرك وطلباتك إنه كائن بشري.. وفي النهاية لا تنسي أن طفلك يقلدك.


أختي الكريمة ليس الطفل الذي يعاند أنت التي تعاندين، فهو يعيش مرحلته بكل تلقائية فأنت التي تبدئين بالرفض مثلا فهو يرد عليك، ألم تلاحظي أنك من بدأتي بالكلام فالكلمة الأولى صدرت منك والرد كان منه، والعصبية بدرت منك والطفل رد عليها حتى تصل أحيانا إلى شجار.. نعم البداية كانت منك،  لا تنسي طفلك يقلدك.


تحلي بالصبر وطول البال والحكمة حتى تستطيعي إحتواء طفلك وتقربي من وجهة نظره ويجب أن تفهمي أن للطفل شخصية وكيان فهو ليس حيوانا أليفا تطعميه وتشربيه وتريدين منه أن يطبق الكلام ويطيع الأوامر ويبقى ساكنا طول الوقت، لست دوما على صواب وهو له وجهة نظر تخصه ويراها صحيحة حاولي رؤية مايراه الطفل وقدريه وافهميه.


طفلك أمانة من رب الكون ستحاسبين عليها، لا تخرجي كبتك و لا تصبي غضبك فيه لا علاقة له بغضبك وبكل الضغوطات التي تتعرضين لها وتجعلك في هاته الحالة هو لا يعي ظروفنا ولا يفهم حياتنا، لا تطلبي ممن حولك أن يقدر ظروفك ونفسيتك وأعصابك وأنت لا تقدرين احتياجات أقرب شخص وأكثر شخص احتياجا لك ولا يرى الدنيا إلا بك.


وجهات النظر تختلف بينكما ومدى الرؤية عندكما لا يقارن أبدا، فمثلا ماترينه أنت على سبيل المثال اللعب بالتراب والطين وسخ وجراثيم ومضرة له وخاصة إذا كان مبللا يضره وسيمرض، هو عكسك إطلاقا هو يراها ملذات الحياة عنده وتلاحظين أنه في قمة السعادة وهو بين ألعابه وعالمه الصغير الرائع بالنسبة له.. ومهما قمتي بذم هذه الأشياء فهو لا يعي ماتقولين وسيواصل مايحلو له وآخر اهتماماته أن تتسخ ثيابه ولا إحداث الفوضى..



تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
  • المعين في التحليل
    المعين في التحليل 4 مارس 2022 في 11:41 ص

    راااائع. جدا جزاكم الله كل خير عنا وبما تقومون به من نشر علم واحياء نفس

    إرسال ردحذف



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -