أخر الاخبار

مرحلة البلوغ عند البنت.. وكيف للأم أن تؤهل ابنتها بطريقة سليمة لهذه المرحلة المهمة؟؟

مرحلة البلوغ عند البنت.. وكيف للأم أن تؤهل ابنتها بطريقة سليمة لهذه المرحلة المهمة؟؟






مرحبا بكل زوار عالم طفلي الكرام، لا شك أن مرحلة البلوغ تسبب حرجا كبيرا ليس فقط للفتيات، بل أيضا للأمهات والمربين بشكل عام. فعندما تلاحظ الأم علامات البلوغ على ابنتها تنتابها الحيرة ويراودها القلق والتردد، وربما تعاني من التوتر أكثر من ابنتها، فمن أين ومتى تبدأ؟ ماذا تقول وتوضح أو ماذا تخفي وتؤجل؟ كيف تتعامل مع تلك المرحلة الحرجة والمعقدة؟ وكيف تجيب عن الأسئلة المحرجة المحتملة؟ هذا ماسنتناوله في هذا المقال فتابعوا للنهاية.

مرحلة البلوغ عند البنت.. وكيف للأم أن تؤهل ابنتها بطريقة سليمة لهذه المرحلة المهمة؟؟

كل هذه الأسئلة وغيرها تراود الأم وتسبب لها القلق والتردد بمصارحة ابنتها قبيل سن البلوغ. وبما أن الأم هي الملاذ الآمن للفتاة، فمن الطبيعي أن تضطلع بالتربية الجنسية لابنتها، وبتوعيتها وتوجيهها خلال هذه المرحلة الحرجة من نموها.

كيف تتعاملين مع ابنتك التي بدأت تظهر عليها علامات البلوغ؟
وماذا ينبغي أن تعلميها في هذه المرحلة من مبادئ وقيم وسلوكيات؟

بعض النصائح المهمة حول ما ينبغي على الأم فعله لكي تولي هذه المرحلة من نمو ابنتها العناية اللازمة والضرورية. وعلى الأأمّ ألا تنتظر أو تتوقع من ابنتها نفسها أن تأتي إليها لطرح الأسئلة حول التغيرات التي تشعر بها، لأن ذلك قد لا يحدث أبدا، وخاصة في عصرنا الرقمي المفتوح حيث يمكن للفتاة الحصول على المعلومات من مصادر قد لا تكون موثوقة، هذا فضلا عن تناقل المعلومات بين البنات، والتي قد تكون معلومات مغلوطة. لذلك من المهم جدا أن تبادر الأم وتناقش مع ابنتها التغيرات الجسدية والنفسية والعاطفية التي ستمر بها، فتكسب ثقة ابنتها وتشجعها على الرجوع إليها عند الحاجة بدون خجل أو حرج.


ومن الأخطاء التي تقع فيها بعض الأمهات الإبتداء بالحديث مباشرة عن الأمور المحرجة والمزعجة، والدخول بمواضيع النجاسة والطهارة والعورة والمحرمات والتخويف من التحرش وغير ذلك. ولهذا يوصي الكثير من الخبراء بالتهيئة النفسية الصحيحة والتدرج في إعطاء المعلومات. وفيما يلي خطوات مهمة يمكنك الاسترشاد بها:

1. التهيئة النفسية للبلوغ:

من المريح للأم وللبنت البدء بذكر إيجابيات هذه المرحلة، مثل إظهار الفرح بأن البنت ستدخل في مرحلة جميلة، وأنها بدأت تكبر وتتفتح كالوردة، وستصبح فتاة ناضجة كالصبايا والكبار. ثم تخبرها بأن هناك أشياء وتغيرات جميلة سوف تحصل لها، وسوف تعلمها قريبا كيف تتصرف كالكبار وبشكل سليم عندما تحصل هذه التغيرات.
في هذه المرحلة لا ينبغي الدخول في التفاصيل، بل تكرر الأم إظهار فرحتها بابنتها التي تكبر وتتفتح، وتحاول اختبار معلومات البنت ومدى نضجها وشعورها بهذه التغيرات، وكذلك مدى فهمها لمغزى هذا الكلام حتى تعطيها المعلومات المناسبة لمستوى فهمها ونضجها.

2. متى تبدأ علامات مرحلة البلوغ:

في الغالب تبدأ علامات مرحلة البلوغ بالظهور عند معظم الفتيات في سن العشر سنوات، وتكون مبكرة عند البعض فتبدأ منذ سن التاسعة أو حتى الثامنة، وقد تتأخر عند البعض فلا تبدأ بالظهور حتى عمر ثلاثة عشر عاما، لذلك فمن الضروري أن تبدأ الأم بالحديث مع ابنتها عن تلك المرحلة منذ بلوغها ثمان أو تسع سنوات قبل ظهور علامات البلوغ.
ولا يجب على الأم أن تحدد لابنتها بأن هذه التغيرات ستحدث قريبا، بل ينبغي أن تكون صريحة بأن هذه التغيرات قد تتأخر، وأن التوقيت قد يختلف اختلافا كبيرا من فتاة إلى أخرى. كما ينبغي أن تذكر الأم التغيرات المزاجية والهرمونية التي سترافق هذه المرحلة، وأن هذا يعتبر طبيعيا تمر به جميع البنات.
هذا التمهيد والوضوح سيجشع البنت على مصارحة أمها إذا شعرت بأي تغيير.

3. الحديث عن التغيرات الجسدية:

عند بدء ظهور التغيرات الجسدية من الضروري أن تشرح الأم لابنتها كيف يعمل جسدها، ولماذا تأتيها الدورة، وأن هذا جزء من عملية نموها الجسدي الطبيعي وربما يسبب بعض الآلام البسيطة، وأن الله خصها بهذه الطبيعة المتميزة لأنها في المستقبل إن شاء الله ستصبح أما رائعة مثل أمها.

4. الطهارة والأحكام الشرعية:

مع الحديث عن التغيرات الجسدية والدورة الشهرية، تراعي الأم ضرورة توجيه ابنتها إلى أهمية الحفاظ على النظافة الشخصية، والإغتسال من أجل الصلاة، وأنها ينبغي أن تصون نفسها، وتحمي عورتها، وتبين لها بعض الأحكام الشرعية ذات الصلة، وأن الله تعالى يثيبها على تطبيق واتباع هذه الأحكام.

5. تقلب الحالة المزاجية:

من المفيد أيضا أن تشرح الأم لابنتها دور الهرمونات في البلوغ وتنظيم الدورة الشهرية، وكيف يحدث اضطراب في الهرمونات بسبب الإنتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، فينعكس ذلك على الحالة المزاجية في تلك الفترة. كما يجب أن تشجع ابنتها على أن تتحدث معها إذا شعرت بالألم أو الحزن أو الضيق.

6. إستمرار التواصل والتوعية:

ينبغي على الأم أن تدرك أن مهمتها لا تنتهي بمجرد نقل بعض المعلومات في بداية فترة البلوغ، بل يجب أن تستمر الأم بمتابعة ابنتها وتشجيعها على الرجوع إليها إذا احتاجت إلى أي شيء أو سمعت أي معلومة بهذا الخصوص، وأنها أحرص الناس على مصلحتها، وأن تقوم بتوعيتها بشأن كل أنواع التحرش التي يمكن أن تتعرض لها.

إن استمرار التواصل بين الأم وابنتها، وإبقاء باب النقاش والتحاور والدردشة مفتوحا سيساعد للأم على معرفة مستوى الفهم والوعي لدى ابنتها، وماذا تعرف أو تسمع من المدرسة أو غيرها، فالأولاد في هذا الزمان يطلعون على الكثير من المعلومات من مصادر مختلفة، ومن الضروري أن نعرف كيف ومن أين حصلوا على معلوماتهم، وهل عرفوا هذه الأمور بطريقة صحيحة ومن مصادر موثوقة أم لا.


وأولا وأخيرا ينبغي أن تستمر الأم بتذكير ابنتها بالله تبارك وتعالى، وبمراقبة الله سبحانه، وأننا بمراقبة الله نصون أنفسنا ونحفظها من كل سوء. كما يجب أن تذكر ابنتها دائما بالغسل والصلاة والأذكار اليومية وتلاوة القرآن.

ستجدين أن تطبيق هذه الخطوات سهل جدا إذا كانت علاقتك بابنتك قوية وإيجابية، لذلك فإن مفتاح النجاح في التربية في هذه المرحلة خاصة، وكافة المراحل عامة، يبقى مرتبطا بهذه العلاقة. فمن الضروري أن تكون علاقتك قوية مع ابنتك ويكون أسلوبك جميل وهادئ، وأن يبقى الحديث والنقاش مفتوحا بحيث يتيح لابنتك فرصة السؤال والإستفسار عن هذه المسائل في أي وقت.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -