أخر الاخبار

للمعلمين المبتدئين: كيف تبني الإحترام في الفصل الدراسي؟؟ أفكار واستراتيجيات ناجعة جدا.. اتبعوها

للمعلمين المبتدئين: كيف تبني الإحترام في الفصل الدراسي؟؟ أفكار واستراتيجيات ناجعة جدا.. اتبعوها 





مرحبا بجميع زوار عالم طفلي الكرام، تعتبر العلاقة بين المعلم والتلميذ عاملا رئيسيا في النجاح المدرسي، إنها علاقة بين شخصين بكل ما تتضمنه من مشاعر الفرح والإمتنان والرضى والغضب والإرتباك والقلق. وسيكون للعلاقة الإيجابية بين هذين الشخصين والإحترام المتبادل بينهما في الفصل الدراسي تأثير كبير على تحفيز التلاميذ وانضباطهم ورفاههم العاطفي ونجاحهم. زيادة على ذلك، يرتبط الرضا المهني للمعلمين بجودة العلاقة التي تربطهم بتلاميذهم. 

• كان المعلمون في الماضي يمثلون السلطة التربوية والنموذج الذي يجب اتباعه، وكانوا يحظون باحترام تلاميذهم وبالمجتمع ككل. فقد أقاموا علاقات صادقة أثرت على التلاميذ إلى ما هو أبعد من البرامج التي قاموا بتدريسها، وتركت أثرا عميقا في قلوبهم، و بصمة كبيرة في شخصيتهم. 

• ولكن اليوم، ومع الأسف الشديد، أخذت هذه العلاقة أشكالا أخرى سلبية.. فكيف يمكن للمعلم، في هذه الظروف، أن يكتسب الإحترام في الفصل الدراسي؟؟


للمعلمين المبتدئين: كيف تبني الاحترام في الفصل الدراسي؟؟ أفكار واستراتيجيات ناجعة جدا.. اتبعوها

إستراتيجيات ناجعة جدا لبناء الإحترام في الفصل الدراسي:

1. احترام مساهمات التلاميذ الفردية: 

• يجب على المعلم أن يظهر للتلميذ أنه يقدره كشخص، حتى لو كان سلوكه غير مناسب. من المهم جدا احترام شخصية التلميذ، فهو قبل كل شيء شخص محترم يجب تقديره وعدم السخرية منه. ولهذا السبب فإن الاحترام يجذب الاحترام.

 • تخيل مجموعة من البط تتمايل في بركة ماء، ثم ترى إحدى البطات تسبح ببطء خلف البطات الأخرى، غير قادرة على الاسراع بسبب إصابة في رجلها. البطة المنعزلة تسبح وحيدة وبمعزل عن باقي المجموعة، في طريقها من بركة الماء إلى العشب، ومن العشب إلى بركة الماء، دون أي حماية، كالتي يمكن أن ينتظرها جميع الأعضاء الأصحاء الآخرين في مجتمع البط.


 • في الفصل، يواجه التلاميذ والمعلمون الكثير من الممارسات العادلة وغير العادلة أو الظالمة كل يوم، أي أن التلاميذ يشبهون كثيرا هذه البطات الصغيرة. إذا قام المعلم بعزل التلميذ لأنه مختلف عن الآخرين، أو لأنه يواجه صعوبة، فهو يجعله غير جدير بالقبول من قبل مجموعة التلاميذ، أي من قبل بقية الفصل. قد تتخذ أخطاء التلميذ أشكالا مختلفة، لكن في الأخير تكون النتيجة واحدة بالنسبة للتلميذ (البطة المنعزلة): الوحدة والذل والألم. 


• إذا نظرنا بجدية لأنفسنا، فسنكتشف أن لدينا جميعا عيوبا صغيرة نحاول إخفاءها، ونأمل ألا يلاحظها الآخرون، ونأمل خاصة ألا تثير السخرية أو حتى المضايقة.

 • المعلم الجيد يعامل كل تلميذ كفرد، بمواهبه، وبنقاط قوته، ولكن أيضا بنقاط ضعفه. يخطط بإبداع لكل تلميذ، وينظر إلى جميع تلاميذه بعطف، بغض النظر عن نقاط ضعفهم ونقصهم. ويشجع بلطف التلاميذ المنحرفين على إعادة توجيه أنفسهم بشكل صحيح نحو الأهداف المشتركة. الجميع يحترمه، ليس فقط تلاميذه، ولكن أيضا زملائه. إنه لا يطالب بهذا الاحترام، ولكنه يستحقه. 


• بالإضافة إلى ذلك، يعد الإحترام في الفصل الدراسي والتفاعل بين التلاميذ والمعلم عنصرا أساسيا في الحياة المدرسية، فالتلاميذ الذين يشعرون بالتقدير كأفراد، فإنهم يعبرون عن مواهبهم بكل راحة. وبذلك، فإنهم يساعدون في توفير مناخ دراسي جيد داخل الفصل، لأنهم متأكدون من أن معلمهم سيعتبر أفكارهم مهمة، وأنه سيتم استقبالهم أيضا باحترام من قبل الفصل بأكمله. 


• وبما أن المعلم يعترف بحق كل تلميذ في الاحترام، فإنه يشجع على المناقشة وتبادل الأفكار، والعمل على توفير مناخ ملائم للتعبير. 

 2. الإستماع اليقظ: 

• إن الدور الأول للمعلم هو الإستماع واحترام المساهمات الفردية لتلاميذه، بأن يثمن كل طلب للكلمة لكل من يسعى إلى الفهم. إنه لا يسعى دائما إلى الكلام، بل إلى جعل كل التلاميذ يتكلمون ويعمل على إشراك التلاميذ في المناقشات والتفاعل حول موضوع ما. وعندما يحس المعلم أن بعض التلاميذ لا يتمتعون بنفس القدرة على التعبير عن أنفسهم لهشاشة الوسط الإجتماعي الذي ينتمون إليه مثلا، أو لصعوبة ما يعانون منها، فإن الطريقة الأولى والفعالة لإدماجهم هي الإستماع إليهم والإنصات جيدا لما يقولون (الاستماع اليقظ/النشط). 

 يعتبر الإستماع اليقظ مهارة مهمة في حياتنا ويجب اكتسابها وتنميتها وتطويرها

• لتنفيذ ذلك، يقوم المعلم بتوزيع بطاقات فارغة على كل تلميذ قبل القراءة أو العرض التقديمي الشفهي. ثم يطلب منهم الاستماع إلى العرض ثم كتابة كلمة أو جملة أو مفهوم يثير اهتمامهم حول موضوع التمرين على البطاقة. على ظهر كل بطاقة، يكتبون الأسباب التي دفعتهم إلى اختيار تلك الكلمة أو العبارة المحددة. 


• ثم يشكلون بعد ذلك مجموعات، ويقرأ كل تلميذ الكلمة أو العبارة التي تظهر على بطاقته. عندما يتدخل جميع التلاميذ، يقوم الشخص الذي قرأ بطاقته بقلبها وذكر الأسباب التي جعلته يختار هذه الكلمة أو هذه العبارة. ويقرأ التلميذ الثاني ما كتبه في ورقته، وهكذا إلى أن يتدخل كل التلاميذ في جو من الاحترام المتبادل


3. احترم حتى الذي لا يحترمك من التلاميذ: 

• من الطبيعي التعامل الجيد مع التلاميذ ذوي السلوك الجيد والمحترم، فهؤلاء التلاميذ ينتمون عادة إلى عائلات أو ثقافات تعزز الإحترام ويتصرفون في الفصل بشكل عام بنفس الطريقة. التلاميذ اليابانيون مثلا هم مثال جيد في هذا المجال وبدون استثناء يخضع هؤلاء التلاميذ للتدريبات ويعملون بجدية وخشوع. بالإضافة إلى ذلك، عندما يمر المعلم بأحدهم في الساحة، فإنهم يتوقفون ويحيونهم بسرعة ولكن دائما بأدب ويقولون:مرحبا سيدي المعل. إذا نظرنا مثلا إلى المعلمين اليابانيين نجدهم بالقرب جدا من التلاميذ، إنهم لا يترددون في الذهاب لرؤيتهم في المنزل، بل وحتى القدوم إلى غرفتهم عندما يواجهون مشاكل. هؤلاء التلاميذ يحترمون معلميهم جيدا مقارنة بالمهنيين الآخرين. البلد والثقافة والأسرة والتلاميذ، كلهم يحترمون المعلم.


 • علينا أن نعترف بأن التلميذ الصعب أو المزعج أو الذي لا يحترم الآخرين يشكل تحديا خاصا للمعلمين. ولكننا، كمعلم يجب أن تلتزم باحترام كل التلاميذ. وهذا يتطلب منك الصبر والشجاعة، خاصة في الظروف الصعبة. من الطبيعي أن يواجه المعلمون الكثير من المشاعر الإيجابية والسلبية تجاه التلاميذ. ومع ذلك، فإن الاحترام هو الخيار الوحيد للمعلم، وليس الشعور. مما يعني أن الالتزام باحترام التلاميذ، حتى الأصعب منهم سلوكا، يظل أولوية له.

 • علينا أن نراهن على احترام كل تلميذ منذ اليوم الأول، وإقامة علاقة معه قائمة على المساواة، لا علاقة لها بمشاعرنا الطبيعية تجاهه، أو بميلنا نحو هذا التلميذ أو ذاك، عسى أن يساعدنا هذا السلوك على إدارة الكثير من المواقف الصعبة التي قد تنشأ في الفصل الدراسي على مدار السنة الدراسية. 


 بعض الأفكار الأخرى لبناء الاحترام في الفصل الدراسي:


- المعلم هو الذي يحدد قواعد التفاعل في الفصل، من المعلم إلى التلميذ، ومن التلميذ إلى المعلم، ومن التلميذ إلى التلميذ. لذلك، يجب عليه تنظيم التفاعلات في الفصل على أساس الإحترام المتبادل. 

- إحترام التلاميذ هو اختيار مستقل عن المشاعر (الإيجابية منها والسلبية). 

- إحترام التلاميذ متجذر في معتقدات المعلمين ويظهر من خلال أقوالهم وأفعالهم. 

- ينتقل الاحترام بالأقوال والأفعال، وخاصة بالنبرة التي تدل عليه.


 الإستماع اليقظ هو أعلى أشكال الإحترام..  الإستماع هو أحد أهم المهارات التي يمكنك امتلاكها، إن استماعك اليقظ له تأثير كبير على فعالية عملك وجودة علاقاتك مع تلاميذك. 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -