ضغوطاتنا الحياتية تولد إنفعالتنا اليومية في التعامل: فما مدى تأثير ذلك على أطفالنا؟؟؟
مرحبا بجميع زوار عالم طفلي الكرام، يجهل بعض المربين أهمية الإستماع لأطفالهم خصوصا في السنوات الأولى من عمرهم فيتحدث الطفل مع أحد والديه في أي وقت يحتاج للحديث. قد لا يهتم الأب أو الأم لحديث طفله لأنه مشغولا ولا يملك الوقت، وقد يعتبره في أغلب الأحيان تافها ومضيعة للوقت فلا يولونه اهتماما كاملا. ومن هنا تبدأ الفجوة بين الأبناء ووالديهم فيبحث الطفل عن من يهتم لحديثه فلا يصبح للحديث مع والديه أي أهمية وقد يقع الأبناء ضحية أفكارهدامة وغيرها. لذلك يجب أن نعي أنه مهما كان حديث طفلك تافها اترك كل مايشغلك واعطه سمعك وبصرك واتجه له بجسدك ولا تقاطع حديثه ولا تعنفه إن أخطأ الحديث والتصرف بل حاوره بهدوء وتبسم في وجهه، هنا يشعر بإهتمامك وحبك وسيشاركك كل أحاديثه وسيلجأ لك في كل أموره.
تصرفك السيء مع طفلك يعتبر إعتداء إنفعالي - نفسي عليه:
من أسوأ أنواع الإعتداءات التي يتعرض لها الطفل، ويكون ضررها في بعض الأحيان أكثر وأفدح من الإعتداء الجسدي.. مثل:
1. حين يأتي الطفل إلى والديه ليخبرهما عن أمر ما حدث معه، أو ليستعرض رسوماته، ويواجه بتقطيب الجبين أو الرفض أو بأن يُطلب منه المغادرة بحجة أن لا وقت لديهم الآن.
2. أن يوبخ الطفل في موقف آخر، قائلين له: لم لا تكون مثل أخيك أو فلان أو..
3. أن يقُال له: لا فائدة منك، أو أنت لا تصلح لشيء في هذه الحياة، أو أن مجيئك خطأ.
4. أن يقال له: لا أحبك، لا أحد يمكنه أن يحبك.
وغيرها كثير من الجمل والكلمات التي اعتاد الوالدان على استخدامها وهي تجرح الطفل وتُشعره بعدم الأهمية، وأنَّه لا قيمة له.
بعض السلوكيات السلبية (الإنفعالات) التي تعتبر إعتداء إنفعالي نفسي:
- عدم اتخاذ وقت مستقطع مما يقوم به الوالدان للنظر في حاجات الطفل، وقد يعاني الطفل من جراء هذا السلوك السلبي الذي مع تراكمه وهذا ما قد يسبب له العديد من المشكلات.
ـ التلفظ بالكلمات القاسية التي تجرح الطفل هو إعتداء عليه، بالرغم من أنها لا تترك آثارا جسدية كالعنف الجسدي، إلا أنها تؤذيه ويمتد أثرها لتؤثر في صحته العقلية والنفسية تماما كما لو كان قد تعرض للضرب.
- يحتاج الوالدان أو من يقوم مقامهما في الرعاية، إلى معرفة أسباب فقدانهم للسيطرة والغضب الذي ينتابهم ليتمكنوا من التعامل معهم بالطرق الصحيحة، ولكيلا يكون الطفل ضحية تصرفاتهم.
فما هي الطريقة الصحيحة لمعاملة أطفالنا تحت تأثير ضغوط الحياة؟؟
مع الطفل:
- التعامل معه بلطف، فإن وجود شخص بالغ بالقرب من الطفل يعوضه الحب والحنان الذي يفقده من الوالدين حال تعرضه لاعتداء انفعالي.
- تقديم شرح للطفل أن ما يتعرض له وما يسمعه من إهانات ليست خطأه إنما هو ناتج لسبب آخر لدى الوالدين.
- لا بد من توضيح وشرح للطفل أنه طفل ذكي وليس غبيا، والإكثار من إلقاء الكلمات الإيجابية بعكس تلك الكلمات السيئة التي يسمعها من والديه.
مع الوالدين:
- حث الوالدين على تلقي المساعدة اللازمة لمساعدتهم على التحكم بتصرفاتهم.
- تشجيع الوالدين المنزعجين للحصول على مساعدة لطفلهم بحيث يتصرف الطفل بشكل أفضل ويفعل الأشياء التي تؤدي إلى غضبهم وانزعاجهم بنسبة أقل.
- عنما تفقدوا أعصابكم غادروا المكان فورا، اتبعي نهج رسولنا الكريم، غادروا المكان، غيروا وضع جسدكم وتحركوا، استغفروا اغسلي وجوهكم حتى تهدؤوا وتستعيدوا قدرتكم على التفكير الصحيح لتقللوا من معدل صراخ وفقدان أعصابكم.
تمر بنا الكثير من الأيام المرهقة، والضغوطات الحياتية والأحداث المتعبه، فنفقد أعصابنا وينتهي بنا الحال للصراخ على أطفالنا. هذا موقف يتكرر كثيرا وذلك طبيعي، لكن من غير الطبيعي ألا نعتذر لأطفالنا، ألا نعترف لأنفسنا بإرهاقنا وسبب غضبنا الحقيقي، ألا نوضح لهم سبب إنفعالنا الحقيقي، ألا نوضح لهم الخطأ وكيف يتجنبونه في المرة المقبله، أن نحاسبهم على تصرفات طفولية متوقعه في عمرهم.
في كثير من الأحيان نغضب على أبنائنا لأمر لا يستحق الغضب ويكون سبب غضبنا كثرة ضغوط الحياة علينا، فلنتذكر دوما أن الطريقة التي نتعامل بها مع صغارنا في معظم الوقت هي ما تؤثر وتشكل تصرفاتهم، ولنحط علما لأنفسنا أنهم لا ذنب ولا دخل لهم، وينبغي أن نفرق بين ضغط الحياة علينا وضغطنا على أبنائنا فلا يكون أبناؤنا متنفسا لنا من ضغط الحياة...