أقوى مايمكن أن تعلمه لطفلك هو أن تعلمه كيف يعبر عن مشاعره:
مرحبا بجميع زوار عالم طفلي الكرام، موضوع هذا المقال مهم جدا جدا، فكما تعلموا أطفالكم أي خطوة في حياتهم علموهم التعبير عن مشاعرهم فهذا يساعدهم جدا عندما يخوضون معترك الحياة بمفردهم وحتى لا يجدوا صعوبة في التعايش مع كل مراحلهم العمرية.
كثير من الآباء يعلمون أبنائهم كيف يلبسون ملابسهم و كيف يأكلون و كيف يغسلون أسنانهم و هذه أمور مهمة ولابد منها، لكنهم يغفلون عن تعليمهم كيف يعبرون عن مشاعرهم، بل حتى لا يسمحون لهم بالتعبير عن مشاعرهم و لا يعلمونهم كيفية التعبير عن المشاعر و الأحاسيس، فكانوا كالطائر الذي يهتم بأن يطعم صغاره فإذا ما بدأ الصغير فى القفز و تحريك جناحيه ليتعلم الطيران فإذا بأمه تضربه و تمسكه و لا تسمح له بذلك، فهل سيتعلم هذا الصغير الطيران و التحليق فى الهواء ؟
لا ، بهذا الأسلوب لن يتعلم و إنما على الأم أن تعطيه الفرصة لكى يتعلم فيقفز و يحاول و يقع فيحاول مرة أخرى فيقع و يظل يحاول مرات و مرات إلى أن يتعلم الطيران
والتحليق فى الهواء.
هذا ماتفعله الأم في عالم الطيور
فماذا تفعل بعض الأمهات فى عالم الإنسان: إذا ما بدأ الطفل الصغير أن يستقل بشخصيته و يعبر عن نفسه فيقول كلمة ''لا'' .
هذا بالضبط كالطائر الصغير الذى يقفز و يحرك جناحيه و يحاول أن يطير فتقول له أمه: هذا عيب لاتقل هذا، هذا لايجوز، و قد تصرخ فى وجهه و قد تضربه و تنقده و تلومه و توبخه أيضا.
ومن الأفضل لهذه الأم أن تعلم جيدا إذا لم يقل الطفل كلمة لا و كان مستسلما مستجيبا لكل الأوامر فاعرضيه على الطبيب. فلابد للطفل فى مرحلة ما من عمره حوالي السنتين أن يقول كلمة لا فهذه بداية مرحلة الإستقلالية و الشعور بأن له شخصية و كيان فإما أن يعزز الآباء ذلك الشعور فيبنون طفلا قوي الشخصية و إما أن يدمر الآباء ذلك الشعور فيبنون طفلا ضعيف الشخصية.
العجيب أن تلك الأم تستعجب وتغضب من أن ابنها هذا الضعيف لم يقم بأي رد فعل إذا ما ضربه أحد المتنمرين فى المدرسة و يرجع إلى البيت و قد يقول لأمه فلان ضربني و تقول له أمه و ماذا فعلت أنت ؟ فيسكت و لا يتكلم
السؤال هنا لماذا لم يصدر الطفل أي ردة فعل منه تجاه هذا الطفل المتنمر الذي ضربه؟؟
الإجابة بسيطة لأن الأم المتعجبة من تصرف ابنها هي أصلا لم تعلمه كيف يخرج مشاعره، و كيف يعبر عنها بل هي من كبتت له تلك المشاعر حينما خرجت لأول مرة من ابنها و قال لها: 'لا' فإذا بها تصيح و تلوم و تنتقد و توبخ و تضرب على قوله : لا ، و هكذا حالها معه كلما أخرج مشاعره فى البيت كانت تصده و تنتقده إلى أن ضعفت شخصيته فأصبح لا يعرف كيف يعبر ولا يعرف كيف يرد.
وحينما تمر الأيام و السنون و يدخل هذا الإبن المدرسة فيضربه هذا المتنمر لا يستطيع الرد و لا يستطيع أن ينبس ببنت شفة و لا يقدر أن يحرك ساكنا، فالمسكين لم يتعلم كيف يرد فلا تلومن هذه الأم إلا نفسها فهي التي زرعت في نفس الولد هذا الضعف فلا تنتظر أن تحصد قوة، فهي التي فعلت كالفلاح الذي زرع ليمونا و ينتظر أن يحصد تفاحا،
فأبذا لن تحصد إلا ما زرعته.