أخر الاخبار

معاقبة الأطفال عن طريق الضرب: هل هو أسلوب تربوي أم إهانة وضرر؟؟


معاقبة الأطفال عن طريق الضرب: هل هو أسلوب تربوي أم إهانة وضرر؟؟


مرحبا بزوار مدونتنا الكرام،  يعتمد الكثير من الآباء والأمهات في أسلوب تربيتهم على الضرب، فكثير من الأحيان يضطر الوالدين لمعاقبة أبنائهم لسلوك سيء قاموا به كالضرب أو الصراخ أو بنظرات حادة أو حرمانهم من أمور بسيطه محببة لهم، معتقدين أنهم بذلك ينصحونهم ويعلمونهم الفرق بين الصواب والخطأ ولكن في علم النفس الضرب ليس بالأمر الصحيح للقيام به، سواء كان من الناحية العاطفية أو البدنية بالإضافة إلى أنه قد يضر الأطفال أكثر مما ينفعهم.


هل الضرب يحسن السلوك؟؟

تشير الأبحاث النفسية إلى أنه:

إذا كان الطفل قد ارتكب خطأ، فبدلا من الصراخ أو ضربه هناك بعض الطرق الأخرى التي يمكن القيام بها، مثل الإستماع له والتحدث معه وجعله يفهم الخطأ الذي ارتكبه ومساعدته في تصحيحه مرة أخرى. ‬فيجب على أولياء الأمور أن يفكروا بطريقة صحيحة بتأديب الطفل مثل السيطرة على غضب الأم أو الأب ومنها الإبتعاد عن الطفل لفترة معينة لحين عودة الهدوء لتجنب الضرب، لجعله أفضل حالا مما كان عليه من قبل،
‫وهذا ينطبق على الأطفال من جميع الأعمار مباشرة من الأطفال إلى المراهقين الذين يعانون من مشاكل في إدارة الغضب.‬

لنتحد معا لبناء طفل سوي نفسيا ومتوازنا وليس مضطربا نفسيا.

ماهو تأثيرالضرب على الطفل؟؟

‫ إذا اخترت تأديب طفلك عن طريق ضربه أو الصراخ عليه، فأنت تمنحه بطريقة ما الترخيص لضرب من حوله إذا فعلوا أي شيء خاطئ، ومن المؤكد أن الطفل سوف يلتقط بعض السلوكيات الخاطئة في مرحلة مبكرة مثل ضرب الآخرين والتحدث أو التصرف بعنف، ناهيك عن أن ضرب الطفل لارتكابه أخطاء صغيرة يؤدي إلى شعوره بالخوف.


وهناك بعض الآثار التي يسببها ضرب الطفل منها:

1. فقدان الثقة تماما:

سوف يتعافى من الألم الجسدي ولكن الألم العاطفي سيبقى معه إلى الأبد، وقد يشعر بالسوء تجاه نفسه وقد يؤثر على تقديره لذاته وثقته بنفسه وبمن حوله. ‬

‫2. يجعل الطفل متمردا:

‫‫إن ضرب الطفل بشكل متكرر يجعله يشعر بالخوف من والديه مرة أو مرتين، لكن بعد فترة، قد يصبح متمردًا سيعرف أن أسوأ ما يفعله الأب أو الأم هو ضربه لذلك قد يهزأ بأوامرهم ويفعل ما يحلو له لأنه تعود على هذا الأسلوب الخاطئ ولن يحاول حتى إصلاحه.‬‬‬

‫3. يظهر السلوك العدواني في المجتمع‬:

الأطفال الذين يتعرضون لعقوبة جسدية عندما يكبرون هم أكثر عرضة لإظهار السلوك العدواني في المجتمع، هكذا سيفهم الطفل أنه من الصواب ضرب الآخرين وأن الناس الأقوى يضربون الناس الأضعف و القوة البدنية طريقة مقبولة لحل المشكلات. فمفهوم القوة والضعف هنا ستترسخ في عقله بطريقة جدا خاطئة.

ماهي أسباب عدم فاعلية الضرب؟؟

‫إن أحد أهداف الإجراء التأديبي هو إيقاف سوء السلوك غير المرغوب على الفور، وقد يؤدي الضرب إلى ذلك، وأنه من المهم إنشاء قناعة داخل الطفل بأنه لا يريد تكرار السلوك السيىء (أي التحكم الداخلي وليس الخارجي). ‬‬
وأن أحد أسباب عدم فعالية الضرب في إنشاء ضوابط داخلية هو أنه خلال وبعد الضرب مباشرة، يكون الطفل منشغلا جدا بالظلم الظاهر للعقاب البدني، لدرجة أنه ينسى السبب الذي كان ضرب من أجله.


ماذا تقول الدراسات العلمية عن الضرب؟؟؟

الكثير من الدراسات التي قام بها بعض الباحثين حول ضرب الاطفال خصوصا في مراحل مبكرة من أعمارهم وما يترتب عليه من سلوكيات في مراحل الشباب أو دون ذلك، أكدوا أن الضرب يولد العناد، العدوانية، القلق والإضطرابات النفسية وأيضا الإهانة للطفل، ويجعله لا يبدع بأي عمل يطلب منه سواء في المنزل أو المدرسة. حيث يكون منطوي على نفسه ويشعر بالضعف ومتمرد وكثيرا ما يتخذ الكذب أسلوبا لتغطية عيوبه وتهربا من ضربه.


كما يوجد عدة دراسات من مختلف أنحاء العالم، أجزمت على أن التعرض للضرب أو إساءة المعاملة يرتبط بزيادة السلوك المعادي للمجتمع في مرحلة البلوغ، ولا جدوى من الضرب كأسلوب تأديبي إذ أنه لا يعزز السلوك الجيد بل يخلق مسافة بين الوالدين والطفل ويفسد العلاقة التي من الصعب إصلاحها إذا استمر هذا الأسلوب وهذا المفهوم في المنزل.


غايتنا العظمى هو تربية أطفالنا وفلذات أكبادنا تربية سليمة حسنة حتى نساعدهم على بناء شخصيات متوازنة سوية نفسيا، و حتى يساهمو بدورهم في بناء جيل من بعدهم مثلما تربوا ونشؤوا، فلا ننسى أن القدوة بالفطرة وما فعلناه معهم سيفعلونه مع أطفالهم.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -