الطفل المخرب (الفوضوي) نعمة كبيرة علينا إدراكها والإمتنان لوجودها
مرحبا بجميع زوار عالم طفلي الكرام، أكثر أنواع الأطفال التي يشتكي منها الأولياء هو نوع الطفل المخرب، هذا النوع من الأطفال يعانى منه الكثير من الأمهات والأباء مما يتسبب لهم من خسارات مادية نتيجة التخريب فى أثاث المنزل أو بعض المتعلقات الشخصية للأم أو الأب أو لباقى الأخوات أو بعض الألعاب الخاصة بالطفل أو لباقى أخوته وتمتد المشكلة من داخل المنزل إلى خارجه حيث يكون الطفل فى المدرسة أو النادى أو أي مكان يذهب إليه.
لكن ليس كل طفل يفعل ذلك يصبح طفلا مخربا فربما يكون طفلا كثير الحركة واللعب ويفعل ذلك بسبب الإندفاع والحركة السريعة أو يكون طفل لديه قدرات خاصة فى الإبتكار ويجب أن يقوم بالفك والتركيب والإستكشاف أو يكون تعرض الطفل لموقف سيء من أحد الأشخاص من حوله ولم يستطع الدفاع عن نفسه فقام بالفعل التخريبى لإفراغ ما بداخله من غضب وحزن.
على كل أم وأب أن يحاولوا معا قراءة سلوك طفلهم قبل صدور العقاب خاصة إن هذا السلوك يكون فى معظم الأوقات مكتسب من سلوكيات الأم والأب لأنهم بمثابة قدوة لطفلهم.
الطفل المخرب عندما يصبح طفلا مخربا بالفعل لابد من تكرار تلك السلوكيات بصورة مبالغ فيها فهذا السلوك لا يقتصر على سن معين فيمكن ملاحظته عند الكبار أيضا، وهذا يدل على وجود مشكلة لدى الطفل فلابد من استخدام الحوار والمناقشة بأسلوب الحب والإهتمام بشعور الطفل بالأمان الحسي والنفسي لمعرفة سبب تلك التصرفات.
الكثير من الأهالي يشتكون من تخريب أطفالهم وحركيتهم وضجيجهم، مقولة جدا مهمة ''الجري وراءهم أحسن من الجري بيهم'' علينا فهمها وإدراك أهميتها.
فمن عنده طفل سليم معافى مهما أحدث فوضى و مهما جرى وراءه وتعب خلفه، يصلي ركعتين شكر و يحمد الله كتيرا وليدرك أن الأطفال نعمة عظمى الكثير يتمناها، وغيرهم يقضون عمرهم وعم تجرون بهم بين المستشفيات.
هناك أمهات بطلات مجاهدات تجرين بأطفالهن الذين عندهم إعاقة خصوصا الإعاقة الذهنية هنا يكون الطفل لا يعرف أمه ولا يضحك لها ولا يكلمها و رغم ذلك متمسكة به وتفديه بروحها ولا تتمنى أن ترتاح من تعبها معه لأنهن يملكن أسمى شعور إنساني في الكون. ومنهم من وصل عمر طفلها 'المبتلى ذهنيا' الثلاثين سنة وهي ترعاه بدون كلل ولا ملل ومازالت تجري به وتتمنى أن يضحك لها أو يكلمها مجرد كلمة قبل أن تموت تريد فقط أن يعرف أنها كانت بجانبه ولم تتركه.
إذا كان ابنك في حضنك و يبتسم لك يوميا وتتكلم معه باستمرار و يتعبك من الجري وراءه، فلتدرك أنك في نعمة كبيرة جدا تستحق الشكر الوفير.