كيف نساهم ونتسبب في بناء طفل معاق في بيتنا دون أن نعي خطورة ما نفعل؟؟
مشهد يتكرر في أغلب البيوت:
شاب أو شابة في مقتبل العمر وأوفر الصحة يعيش في بيت ذويه يستيقظ صباحا ويترك فراشه دون ترتيب، فالأم ستتولى ذلك، ويستبدل ملابسه ويتركها للغسيل متناثرة في أي زاوية أو ركن. فالأم ستتولى جمعها وغسلها وكويها وإعادتها للغرفة، يقدم له الطعام جاهزا ليتناوله قبل ذلك أو بعده لايتعب نفسه بغسل كوب أو صحن، فالأم ستتولى كل ما يترتب على هذا.
يذهب لمدرسته أو جامعته ويعود لينام أو يسهر على سنابشات أو تويتر أو انستجرام أو مشاهدة حلقات متتابعة من مسلسل جديد يتخلل ذلك وجبات تقدم له جاهزة وكل ما عليه هو أن "يأخذ راحة" ويمد يده ليأكل، ويعاود الجهاد أمام شاشة هاتفه أو الآيباد أو اللابتوب.
وأحيانا في أوقات فراغه قد يتكرم في الجلوس مع بقية أفراد أسرته لكنه حاشا أن ينسى أن يتصفح شاشة هاتفه ليظل حاضرا وقريبا من أصحابه الذين يقضي معهم جلّ أوقاته حتى لا يفوته تعليق أو صورة أو فضول فيما يفعله الآخرون.
هذا الطفل هذا لا يساهم ولا يشارك في أي مسؤولية في البيت ولو بالشيء القليل. يترك المكان في فوضى ويغضب إن لم يعجبه العشاء وإن رأى في البيت ما يستوجب التصليح أو التبديل يمر مرور الكرام، طبعا التصليحات مسؤولية والده ليست مسؤوليته، والتنظيف و الترتيب مسؤولية أمه فقط.
كيف نساهم ونتسبب في بناء طفل معاق في بيتنا دون أن نعي خطورة ما نفعل؟؟ |
انتهى المشهد
بهذه الطريقة أننا نجحنا في خلق أطفال ضيوف في كل منزل و جيل معاق نعم جيل معاق وبتفوق. لدينا الآن جيل معظمه يتصرف وكأنه ضيف في منزله، لا يساعد ولا يساهم ولايتحمل أية مسؤولية حوله من سن المدرسة إلى الكلية وحتى بعد حصوله على الوظيفة.
مايجب أن يفعله الوالدان مع أطفالهم في سن مبكرة:
أعزائي أولياء الأمور:
تحمل المسؤولية يجعلهم أقوى ويعينهم على مواجهة ما سيأتيهم مستقبلا، ويساعدكم أنتم في الإعتماد عليهم ويساعدهم هم في التفكير بالآخرين، ما يجعلهم أقل أنانية وأكثر تقديرا وفاعلية في بيوتهم ومحيطهم ومن ثم وظيفتهم ومجتمعهم مستقبلا .
في حين اتكالهم عليكم أو على الخادمة يجعلهم أكسل وأضعف وأكثر سطحية ولا يعدهم للمستقبل.
لاتنشىء ابنك او ابنتك ليكونوا ضيوفا في بيتك بل ربهم ليكونوا عونا لك، فاعلين في بيتك وثم في بيوتهم ومجتمعهم. فأعنه عليها ولا تكن عونا عليه فيها.