أخر الاخبار

أساليب عقاب الطفل بين الخطأ والصواب ومخاطرها

أساليب عقاب الطفل بين الخطأ والصواب ومخاطرها




مرحبا بجميع زوار عالم طفلي الكرام، يندفع الطفل أحيانا فى سلوكه بحيث يتصرف بطريقة غير لائقة وغير مقبولة مما يعرضه للعقاب من قبل أبويه حتى لا يكرر السلوك الخاطىء تكرارا ومرارا فى المستقبل. والعقاب لا يتمثل فى الضرب أو إلحاق الألم البدنى بالطفل، وإنما قد تكون كلمة أو نظرة أو فعل كافي لتوجيه اللوم إلى الطفل وإشعاره بأنه أقدم على فعل شئ خاطئ. في هذا المقال نعرض هذا الموضوع بشكل مفصل لأننا يجب أن نعي أنه ثمة فرق بين العقاب من أجل العقاب وبين العقاب من أجل تعديل السلوك. تابعوا المقال للنهاية



:الهدف من العقوبة

الهدف من عقاب الطفل هو تعديل سلوكه بما يتوافق والمعايير الأخلاقية والاجتماعية والثقافية السائدة في المجتمع وألا يحيد عنها فى تصرفاته وأن لا يقدم على فعل سلوك غير محمود مستقبلاً، ولكن الواقع أن هذا هدف ثانوي بالنسبة للآباء الذين يهدفون الى زيادة قدرة الطفل على ضبط نفسه والتحكم بها. وغالباً ما تفشل أساليب العقاب فى إحداث الأثر المطلوب، لأن الطفل لا يعلم لماذا يُعاقب .. فمن المهم إذن أن نوضح له أن ما فعله كان خطأ أو مُعتَرضا عليه، ثم نعطيه فكرة عن كيفية إتمام العمل بطريقة صحيحة.
و ينبغي ألا نعاقب الطفل على أول خطأ يرتكبه، لأنه لا يعلم أن ما صنعه أمر غير جائز أو مسموح به ولا يعرف الفارق بين الفعل الصحيح والفعل الخاطىء لأن هذه هى مهمة الآباء فالطفل دائما فى حاجة إلى الفهم.

:شروط العقاب السليم 

من أجل نجاح أسلوب العقاب لابد وأن يتم فور ارتكاب الطفل للخطأ لكن بعد هدوء ثورة الآباء حتى لا يعرضوا أطفالهم إلى الإيذاء بحيث لا يستعصى على ذاكرة الطفل الربط بين الأمرين

.ينبغي أن يتحقق فيه العدل، أي أن يكون متفق مع الخطأ ودرجته

يجب أن يكون العقاب مخصص لكل طفل دون الآخر، ولا يجوز اتباع قاعدة عامة عند تطبيق أساليب العقاب، فلكل طفل مفتاحه الذي يتعلم الصواب والخطأ من خلاله ويتم التعامل معه على أنه حالة خاصة بعينها

.أن يتسنى للطفل فهم الغرض من العقوبة وإلاّ سينظر إلى أبيه نظرة الرجل المستبد

.الثقة بالطفل وأنه حسن النية، لأن قلة التشجيع وعدم الثقة لا يساعدانه على تحسين عاداته

الإقلال من العقوبة يحقق الغرض المطلوب منها. وكلما كان الأب حكيما كلما قلت التصرفات التي يلجأ فيها إلى معاقبة طفله

:طرق ضبط سلوك الطفل 

:هناك ثلاثة أساليب لضبط سلوك الأطفال

:الأسلوب الأول

 .أن نعاقب الطفل على أعماله غير الصحيحة ونغفل عن أعماله الصحيحة

:الأسلوب الثاني

 .أن نكافئه على الأعمال الصحيحة، ونتغاضى عن الأعمال غير الصحيحة

:الأسلوب الثالث

 .أن نكافئه على الأعمال الصحيحة، ونعاقبه على الأعمال غير الصحيحة

فإن ما تحدثه المكافأة من الرضاء والسرور لها أثرها على توطيد العادات الطيبة لدى الطفل

:مخاطر المعاقبة

:قد تؤدى العقوبة غير الملائمة إلى نتائج وخيمة، منها

:تعلم الطفل الكذب

العقوبة القاسية و التي تتكرر كثيرا، تجعل الطفل يخاف من الأب والأم وتدفعه إلى الكذب لتفادي العقوبة وسوف يلجا الطفل إلى التضليل والخداع وبالتالي سوف تفسد حياته.

:قسوة الطفل مع الآخرين

 قد تؤدي العقوبة غير المناسبة إلى صلابة الطفل وقسوته تصل به إلى العدوانية وإلى التصرف بنفس الأسلوب مع أقرانه وحتى مع من يكبره سنا

:الإضطراب النفسي للطفل أو انحرافه

 فإذا لم يكن للطفل قدرة على المقاومة سوف ينكمش وتراوده الأحلام والخيالات بدلا من انطلاق طبيعته معبرة عن الفعل الذي يرغب فى ممارسته، فهي خيالات تكون بمثابة الملاذ والملجأ التي تكون نتيجة لعنف الآباء مع الأبناء وتسمى هذه الخيالات بالإنحراف الذهني للطفل

أساليب العقاب الخاطئة تؤدي إلى فقدان أحساس الطفل بالحب والعطف من الآخرين ونحو الأخرين، ويجعله ضعيفا هشا ومشوشا فاقدا للثقة في نفسه وفيمن حوله بل يؤدي به إلى عدم احترام الآخرين أيضا، بالإضافة إلى أنه يكتسب منهم أساليب الصياح والشتائم، ذلك أن الأطفال تميل الى تقليد أساليب من حولهم وخصوصا الأشخاص الذين يحبونهم كما يزيد من شعور الخوف بل قد يجعله دائما في حالة خوف من أن يُشتم أو يُهان من الآخرين فيعيش في عزلة ويعزف عن المبادرة في أي أمر كي لا يقوم بفعل شيء يلومه عليه الآخرين أو الخوف من مصير مخيف ينتظره من الشخصيات المرعبة التي لم يشاهدها من قبل ولكن الخوف منها غرس فيه من قبل المحيطين به الذين قالوا له ذلك، ومن المفترض أنهم بالنسبة له أهل للثقة يسمع كلامهم ويصدقه.
بالإضافة إلى أن هذه الأساليب العقابية ترسخ شعور الطفل بالذنب مما يترتب عليه تشوهات واضطرابات نفسية لاحقة كالخوف المرضي (الرهاب أو الفوبيا) والقلق، والإكتئاب.


:الأساليب الخاطئة في عقاب الطفل

يأتي الضرب (أسسنا مقالا مطولا ومفصلا خاصا بهذا الموضوع) على رأس أساليب العقاب الخاطئة في تربية الأطفال لكنه ليس الأسلوب الخاطىء الوحيد،  إذ أن أسلوب الترهيب من أي شيء وبأي شيء لا يقل عنه سوءا كتخويفه من (الأم الغولة، بيت الفئران، العو) إلى جانب العديد من الألفاظ التي ليس هدف إلا إخافة الطفل من أمور وأشياء أما غير موجودة أو لا تستدعي الخوف بذاتها، كما أن التهديد والوعيد والعقاب الشفهي باستخدام عبارات حادة وشتائم قاسية أيضا من أساليب العقاب الخاطئة التي تترك آثارها السيئة وعواقبها الخطرة على نفسية الطفل وسلوكه.


لذلك يجب عدم أستعمال هذه الأساليب مع الطفل وعدم تهديده بأنه سيُترك لوحده إذا لم يقم بتناول طعامه أو لم ينجز ما طُلب منه أو لأي سبب من الأسباب، بل التعامل معه باللين والعطف والحنية مع توضيح مساوئ ومميزات كل شئ من حوله ويترك له بعد ذلك حرية التصرف والأختيار ولكن مع الأهتمام والعناية به من بعيد ودون أن يشعر بأنه مُراقب 


وعدم أستعمال عبارات ذات معنى سلبي حتى ولو على سبيل المزاح معه أو الدلال عليه مثل (لا أحبك، لا أريد التحدث معك) أو ما شابه ذلك، لأن ذلك من الممكن أن يترسب بداخله ويعتقد أنه بالفعل شعور حقيقي ذات يوم 

أن لا يصدر الآباء والأمهات أحكاما بعقاب الطفل وكأن العقاب حكم قضائي لأن هذا الأسلوب بعيد كل البعد عن مفهوم الأسرة التي تتميز بالتوادد والرحمة والتعاطف، وأقرب لمفهوم القضاء وكأنه في سجن وليس في أسرة


 طرق عقاب الأطفال المرفوضة والمبالغ فيها والتي يجب أن نتجنبها

 عقاب الطفل له حدود فيجب عدم المبالغة به مهما فعل الطفل، أولا لأن الطفل هو طفل صغير ومن الطبيعي أن يخطئ ولن يكبر دون أن يخطئ، وثانيا لأن هذا العقاب القاسي سيولد عند الطفل عقدة ما ستظهر نتائجها فيما بعد.

:ضرب الطفل

 يُمنع عقاب الطفل بالضرب يأتي الضرب (أسسنا مقالا مطولا ومفصلا خاصا بهذا الموضوع) على رأس أساليب العقاب الخاطئة في تربية الأطفال لكنه ليس الأسلوب الخاطىء الوحيد والتعنيف مهما أساء التصرف، فلهذه الأمور خطورة بالغة تمتد مع الطفل طوال سنوات حياته.
فقد وجد علماء النفس صلة أساسية بين ضرب وتعنيف الأطفال وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض العقلية، بل أن الأثر السلبي للضرب والتعنيف في بعض الأحيان لا يقتصر على ذلك بل يمتد إلى تهديد حياة الطفل وإلحاق أضرار مستدامة به. وعلى سبيل المثال هز طفل صغير بعنف من الممكن أن يلحق ضررا بدماغه مما يعني قتله.ويعتبر الشعور بالأمان وعدم تعرض الطفل لأي شكل من أشكال الإساءة أو العنف من حقوق الطفل الأساسية.

 :قطع العاطفة عن الطفل

 الشتم، التهديد، السخرية، الإهانة، عزل الطفل عن الآخرين، التجاهل، الإهمال، رفض إظهار الحب والحنان للطفل. كلها من أشكال الإعتداء العاطفي على الطفل، وللأسف تُعد آثار هذه التصرفات الأخطر على الإطلاق فقد تؤدي بالطفل إلى إيذاء نفسه والإكتئاب و تتطور أحيانا تصل حتى الإنتحار.

:معاقبة الطفل على فضوله العفوي

يجب تجنب معاقبة الطفل عندما يفعل أمرا ما بدافع الفضول العفوي الصادق، مثل الإستفسار حول موضوع الجنس، لأن هذا العقاب سيخلق لدى الطفل عقدة الخوف من خوض التجارب الجديدة.

:القسوة الشديدة على الطفل

 يجب عدم النسيان أن العقاب وُجد للتوجيه والتأديب وليس لجعل حياة الطفل تعيسة، والقسوة الشديدة على الطفل تخرج الوالدين من الإتجاه بهذا الهدف. ومن الجدير ذكره أن هذه الطريقة غير فعالة في تأديب الطفل لأنها ستحرم الطفل من تعلم الإنضباط الذاتي وستشحنه بالمشاعر السلبية وأهمها الخوف.

:التسامح المفرط مع الطفل

 إن التسامح المفرط مع الأطفال وعدم تطبيق العقاب الصحيح  بعض الحزم وقت اللزوم معهم، سيؤدي إلى عدم قدرة الطفل على التعامل مع المشاعر السلبية وسيجعله صعب الإرضاء في المستقبل. مما يؤثر أيضا على تكوين شخصية سليمة متوازنة .


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -